الناسور الشرجي هو أحد أكثر اضطرابات المستقيم شيوعًا التي يعالجها جراحو القولون والمستقيم وأطباء المستقيم. الناسور الشرجي هو قناة غير طبيعية تتواصل بين داخل الشرج والجلد المحيط بالشرج أو الهياكل المجاورة مثل المهبل عند النساء.
تتعلق معظم حالات الناسور الشرجي بعدوى في الغدة الشرجية التي تنتقل من داخل الشرج إلى الجلد المحيط به. في قلة من المرضى، يمكن أن يرتبط الناسور الشرجي بأمراض الأمعاء الالتهابية مثل مرض كرون. تشمل الأسباب الأخرى للناسور الشرجي العدوى غير النمطية مثل السل، العلاج الإشعاعي، أو السرطان. يؤثر الناسور الشرجي بشكل رئيسي على الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عامًا، مع مخاطر أعلى بين الذكور والمدخنين.
كيف يتم تشخيص الناسور الشرجي؟
يتم تشخيص معظم المرضى المصابين بالناسور الشرجي في العيادة بعد مشاركة أعراضهم وتاريخهم مع الطبيب والخضوع لفحص موجز يشمل الفحص البصري للمنطقة، وفحص الإصبع الرقمي، وإجراء التنظير للنظر داخل فتحة الشرج.
أعراض الخراج الشرجي تشمل الألم، والتورم حول أو داخل الشرج، و/أو الحمى. يمكن أن يفتح الخراج تلقائيًا ويبدأ في التصريف أو يتم فتحه وتصريفه بواسطة الجراح. بعد تصريف الخراج الشرجي لأول مرة، يتطور حوالي 60 إلى 70٪ من المرضى إلى خراج آخر أو يستمر لديهم تصريف القيح والإفرازات الدموية من الناسور المتكون. يمكن أن يحدث ذلك في غضون أيام أو أسابيع أو أشهر بعد العرض الأولي. في مجموعة صغيرة من المرضى، تكون العلامة الأولى للناسور هي عقدة جلدية أو فتحة حول الشرج مع تصريف. يمكن أن تتفاوت الأعراض المرتبطة بالناسور الشرجي من يوم لآخر مع أيام جيدة وأخرى سيئة اعتمادًا على درجة التورم أو الألم أو التصريف.
ما هو علاج الناسور الشرجي؟
علاج الناسور الشرجي هو عملية دقيقة تتطلب خبرة كبيرة وحكمًا جيدًا لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة للمريض. يحتاج جراح القولون والمستقيم إلى تحقيق التوازن بين 3 عوامل حاسمة: العامل الأول هو علاج الناسور على المدى القصير والطويل، والعامل الثاني هو تسريع تعافي المريض وتقليل أي مخاطر تتعلق بالإجراء، والعامل الثالث هو الحفاظ على وظيفة عضلة المصرة الشرجية التي تعتبر حاسمة للتحكم في التبرز. بينما يمكن علاج معظم النواسير بشكل بسيط، فإن بعض النواسير يمكن أن تكون معقدة للغاية وتتطلب خبرة كبيرة لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة. ولكن حتى النواسير البسيطة يمكن أن تصبح مشكلة إذا عولجت من قبل جراحين غير متمرسين مما يمكن أن يجعل الوضع البسيط أكثر صعوبة وتعقيدًا. لذلك، من المهم أن يتحقق المريض من مؤهلات وخبرة الجراح المعالج. يتمتع جراحو القولون والمستقيم باهتمام خاص وتدريب في إدارة الناسور الشرجي. العلاج الرئيسي للناسور الشرجي هو الجراحة. المرضى الذين يعانون من أمراض الأمعاء الالتهابية يحتاجون أيضًا إلى علاج طبي.
تتوفر عدة خيارات جراحية لعلاج الناسور الشرجي. تعتمد اختيار العملية على العديد من العوامل بما في ذلك نوع الناسور، جنس وعمر المريض، أي تدخل جراحي سابق، وأي حالات طبية إضافية مثل السكري، التدخين، السمنة. العلاج الأكثر فعالية للناسور الشرجي هو إزالة الناسور الشرجي. تتضمن عملية فتح الناسور أو استئصال الناسور الإزالة الدقيقة للناسور وفي بعض الحالات إصلاح عضلة المصرة. تحقق هذه العملية أعلى معدل نجاح عند تنفيذها تقنيًا بأمان من قبل جراح متمرس. إنها الطريقة المفضلة لمعظم المرضى الذين يعانون من ناسور سطحي. المرضى الذين يعانون من نواسير أكثر تعقيدًا وعميقة تتضمن كمية كبيرة من العضلات، يتطلبون وضع ستون تصريف مبدئي للتحكم في العدوى، يتبعه عملية نهائية لإصلاح الناسور في مرحلة لاحقة. الستون هو خيط يتم إدخاله عبر قناة الناسور ويربط خارجيًا.
بعد فترة من الاستقرار مع الستون، يتم إجراء عملية ثانية لإصلاح الناسور. تتوفر عدة إجراءات بما في ذلك إغلاق السديلة، إجراء LIFT، الليزر أو الإجراءات الاستئصالية مثل الإجراء بالفيديوسكوب. يعتمد اختيار العملية المناسبة لمريض معين على عوامل مختلفة ويعتبر حكم الجراح ذو أهمية كبيرة.
