يعتبر العديد من الأشخاص أن آلام الظهر هي شيء يجب عليهم التعايش معه. إما أن يقبلوها كجزء من الشيخوخة ويشددوا على أنفسهم لتحملها، أو يتجاهلونها كإجهاد عضلي ويتركونها لتأخذ مجراها.
ولكن بغض النظر عن السبب، لا يجب اعتبار آلام الظهر طويلة الأمد كأمر طبيعي، كما يقول الدكتور زيبيجي برودزينسكي، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري في مركز العمود الفقري الجديد في مستشفى الزهراء دبي. “إذا تركت دون علاج، يمكن أن تتحول إلى شيء خطير أو حتى ألم مزمن، مما يؤثر على الدماغ وطريقة عمل مستقبلات الألم.”
كل هذا يعزز الحاجة إلى عدم تجاهل الأعراض ومراقبتها عن كثب – سواء كانت آلامًا خفيفة أو ألمًا حادًا، سواء كانت تمتد إلى الذراع أو الساق، أو سواء كانت تخف مع الراحة أو تزداد سوءًا مع الحركة.
في الواقع، الألم والوخز هما الأعراض الأكثر شيوعًا لاضطرابات العمود الفقري. تشمل الأعراض الشديدة الخدر والضعف، والتي يمكن أن تكون علامات على مشكلة خطيرة أساسية في العمود الفقري.
يقول الدكتور سبوح قسيس، أخصائي جراحة الأعصاب في مركز العمود الفقري في مستشفى الزهراء: “عندما يأتي شخص إلينا مع عرض واحد أو مجموعة من الأعراض، من المهم لنا تحديد المصدر لوضع خطة علاج شاملة قائمة على الأدلة”. “التكنولوجيا التشخيصية التي نستخدمها مهمة للغاية في تحديد مصدر الألم. كجراحي العمود الفقري، نبحث عن علاج السبب الجذري للألم وليس الألم نفسه فقط.”
“نحن نرى العديد من الأشخاص الذين يأتون بشكوى من آلام الظهر الشديدة نتيجة الانزلاق الغضروفي في العمود الفقري,” يوضح الدكتور قسيس. “الضغط على الأعصاب عادةً ما يسبب الألم، والخدر، أو الإحساس بالوخز في الذراعين أو الساقين حسب موقع القرص.”
الانزلاق الغضروفي، أو القرص المنزلق، يحدث عادةً في أسفل الظهر (القطني) أو في أعلى الظهر (العنقي)، ولكن نادرًا ما يحدث في منتصف الظهر (الصدري).
مشكلة أخرى في العمود الفقري التي تُرى بشكل متكرر هي تنكس القرص، حيث يفقد الفقرة الماء أو المرونة، مما يؤثر على قدرة الأشخاص على أداء بعض أنواع الحركة ويؤدي إلى الشعور بعدم الراحة والألم.
“تشمل الحالات الشائعة الأخرى تضيق العمود الفقري الناتج عن تضييق القناة الشوكية، تشوهات العمود الفقري بسبب الشيخوخة، الصدمات الدقيقة للعمود الفقري الناتجة عن إصابات الرياضة، والتي نراها بشكل متكرر، أو الكسور الناتجة عن هشاشة العظام,” يضيف الدكتور قسيس.
بالنسبة للصدمات الناتجة عن الرياضة أو الحالات مثل هشاشة العظام، يكون الألم أكثر حدة (أكثر حدة) مقارنة بالآلام التي تؤدي إلى الألم المزمن (طويل الأمد أو الدائم).
يقول الدكتور برودزينسكي إن مجموعة من العوامل الوراثية ونمط الحياة السيئ تساهم في اضطرابات العمود الفقري، وتساعد الشيخوخة إلى حد ما وإصابات الرياضة. “ومع ذلك، يمكن أن تُعزى حوالي 70 في المائة من الأسباب إلى نمط الحياة الخامل، والذي يمكن الوقاية منه عن طريق العيش حياة نشطة.”
