سيدة هندية تعاني من اضطراب نادر في البلع تجد الراحة في مستشفى بدبي بعد سنوات من عدم الراحة والألم.
لسنواتٍ تزيد عن الثلاث، كانت سرينيدي، البالغة من العمر 26 عامًا، تعاني من ألم مستمر في الصدر، وسعال، وفقدان وزن، وشعور بأن الطعام يعلق في أنبوب الطعام.
بعد زيارة العديد من الأطباء وإجراء العديد من الفحوصات، بدأت تفقد الأمل حيث لم تكن العلاجات الموصوفة تساهم في تخفيف حالتها.
وصفت سرينيدي محنتها قائلة: “لقد ساء الوضع بشكل كبير. نحن لا ندرك مدى أهمية القدرة على بلع الأطعمة أو السوائل. إنه يؤثر بشكل كبير على جودة حياتك. لقد أصبح السعال وألم الصدر سيئين للغاية لدرجة أنني كنت أفضل عدم الأكل، مما أدى بدوره إلى نفاد جسمي من العناصر الغذائية الضرورية التي تساعد في الحفاظ على الصحة. كنت أشعر بالقلق باستمرار، وتجنب المناسبات الاجتماعية ولم أتمكن من معرفة ما كان يحدث.”
في يونيو 2022، زارت سري نيدي طبيب جهاز هضمي ومناظير تداخلية ذو خبرة في مستشفى الزهراء دبي، والذي بعد التحقق من تاريخها الطبي وإجراء التنظير والمنظار الضغطي للمريء وأشعة الباريوم، شخَّص حالتها بأنها تعاني من حالة بلع نادرة تؤثر على واحد من كل 100,000 شخص حول العالم – وهي تعذر الارتخاء المريئي، وهو اضطراب في البلع حيث يرتفع ضغط عضلة المصرة التي تتحكم في مرور الطعام من المريء إلى المعدة.
أوضح الطبيب أن هذه الحالة تترافق مع عدم قدرة عضلات المريء على التقلص بفعالية لدفع الطعام إلى المعدة.
قال الدكتور غوراف موكتش، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى الزهراء دبي: “في حالة تعذر الارتخاء المريئي، يمكن أن يتضخم المريء ويصبح متعرجًا بشكل كبير. هذا يؤدي إلى صعوبة في البلع، وألم في الصدر، وفقدان الوزن، ونقص التغذية، واستنشاق محتويات الطعام إلى القصبة الهوائية مما يؤدي إلى السعال والالتهابات الرئوية.”
الدكتور موكتش هو واحد من قلة من أطباء الجهاز الهضمي في الإمارات المدربين والمؤهلين لإجراء أحدث الإجراءات التنظيرية المتقدمة لعلاج هذا المرض.
وأضاف: “تشير بعض الدراسات إلى أن المرضى الذين لم يتم علاجهم من تعذر الارتخاء المريئي قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان المريء.”
خضعت سري نيدي لإجراء ناجح يسمى “قطع العضلة التنظيري الفموي (POEM)”. هذه جراحة تنظيرية تتضمن تقسيم الألياف العضلية وتحرير الضغط من أنبوب الطعام والعضلات المشدودة في نهاية أنبوب الطعام لتسهيل دخول الطعام إلى المعدة. بعد الجراحة التي كانت محورية في حياة سري نيدي، بدأت تقبل السوائل التي تمر الآن بسلاسة عبر أنبوب الطعام إلى المعدة.
في غضون أيام قليلة بعد الجراحة، بدأت تأكل بشكل طبيعي دون أن تعاني من أي من الأعراض التي كانت تعاني منها لسنوات.
وأضاف الدكتور موكتش: “نظرًا لندرة هذه الحالة ونقص الوعي، يميل المرضى إلى المعاناة لسنوات، غالبًا ما يتم تشخيصهم بشكل خاطئ أو لا يتلقون الرعاية الصحيحة. قلة قليلة من الأطباء حول العالم مدربين على إجراء عملية POEM. لقد غير هذا الإجراء حياة آلاف المرضى الذين يعانون من تعذر الارتخاء المريئي في جميع أنحاء العالم. نحن فخورون بأن نكون الرواد في المنطقة في تقديم هذا الخيار العلاجي التنظيري الأحدث والخالي من الشقوق الخارجية للمرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب.”
