يشعر العديد من الرجال بالقلق بشأن سرطان البروستاتا لأنه من أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال. هذا المرض موجود بشكل كبير في مجتمعنا، حيث يصيب حوالي 30% من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا. بالإضافة إلى ذلك، يحدث سرطان البروستاتا بسبب الطفرات والتغيرات التي تحدث في الحمض النووي، حيث تلعب الجينات دورًا رئيسيًا.
اكتشاف سرطان البروستاتا في مرحلة مبكرة يمكن أن يكون له تأثير كبير على العلاج ومعدلات النجاح. لهذا السبب، من المهم الانتباه إلى أي علامات تحذيرية قد تشير إلى سرطان البروستاتا. بعض هذه العلامات تشمل الألم أثناء التبول، وجود دم في البول وكثرة التبول.
في معظم الحالات، لا تظهر أعراض سرطان البروستاتا حتى يصل السرطان إلى مرحلة متقدمة أو بسبب تضخم البروستاتا الحميد، مما يعني أن معظم الرجال لن يلاحظوا أي علامات غير عادية في البداية وسيتم اكتشاف السرطان في وقت لاحق.
بسبب أن الأعراض تظهر غالبًا في مرحلة متأخرة، من المهم جدًا أن يخضع الرجال لبروتوكول فحص سنوي.
“على عكس أنواع السرطان الشائعة الأخرى، لا يعد سرطان البروستاتا مرضًا قاتلًا، مما يجعل الجمهور يعتقد أن الفحص ليس ضروريًا. عندما يتعلق الأمر باكتشاف سرطان البروستاتا وتشخيصه، يلعب الفحص دورًا أساسيًا. في مستشفى الزهراء دبي، نستخدم بروتوكول فحص ذكي يستند إلى إرشادات منظمة الصحة العالمية. ننصح الرجال ببدء الفحص في سن 50 إذا لم تكن هناك عوامل خطر.” الدكتور ثامر الكساب، أخصائي المسالك البولية في مستشفى الزهراء دبي.
لتوضيح أكثر، إذا كانت هناك عوامل خطر، فيجب على الفرد بدء الفحص في سن أصغر. على سبيل المثال، إذا كان الشخص من أصل أفريقي أو لديه تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا، فإن العمر الموصى به للفحص يكون 45 عامًا فأكثر. إذا توفي أي من أفراد العائلة بسبب سرطان البروستاتا، فيجب بدء الفحص في سن 40 عامًا.
يعتبر بروتوكول الفحص أساسيًا لضمان صحة جميع الرجال للمساعدة في اكتشاف سرطان البروستاتا في مرحلة مبكرة ودراسة أي تغييرات قد تحدث لتحديد متى تكون الخزعة ضرورية، مما يسمح بخطة علاجية أفضل.
لتشخيص سرطان البروستاتا، يتم اتخاذ العديد من الخطوات. عادةً ما نبدأ باختبار PSA (مستضد البروستاتا النوعي) للتحقق من احتمال حدوث سرطان البروستاتا لدى المريض، يمكن أيضًا أن يساعد الفحص الرقمي المستقيمي في التشخيص. إذا أظهرت أي من الاختبارات أن المريض قد يكون لديه سرطان البروستاتا، فإننا نقوم بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للحوض متعدد المعايير، وهو فحص مفصل بالرنين المغناطيسي بدقة متزايدة. إذا كانت هناك أي آفة مشبوهة، يتم إجراء خزعة للكشف عن سرطان البروستاتا.
بمجرد تشخيص المرض، هناك طرق علاجية مختلفة، ويعتمد ذلك على نوع خلايا السرطان بالإضافة إلى المرحلة التي وصل إليها. في معظم الحالات، يتم التشخيص خلال السنة الأولى وإذا تم اكتشافه خلال السنوات الخمس الأولى، فإن المرضى يكونون محظوظين بمعدل شفاء يبلغ 98%. من ناحية أخرى، يقلل التشخيص المتأخر من معدل الشفاء بشكل كبير، مع وجود فرصة بقاء على قيد الحياة بنسبة 30% فقط.
“أحد أكثر خيارات العلاج شيوعًا هو المراقبة الفعالة، حيث يراقب الأطباء حالة المريض بعناية ويقومون بمتابعتها من خلال اختبارات مختلفة. في هذا العلاج، لا يتم القيام بإجراء بعينه لمدة حوالي سنة، وبدلاً من ذلك يساعد الأطباء المريض في التحكم في السرطان من خلال تعديلات في نمط الحياة. يتمتع هذا العلاج بمعدل نجاح عالٍ، وعادة ما يعمل بشكل جيد مع المرضى الذين تم تشخيصهم مبكرًا. بالنسبة للمرضى الذين لا يستوفون معايير المراقبة الفعالة، والتي تشمل حوالي 30% من المرضى، هناك العديد من الطرق الأخرى لعلاج السرطان بما في ذلك العلاج الإشعاعي، وإزالة البروستاتا بالمنظار.” الدكتور أحمد حسن، رئيس قسم المسالك البولية في مستشفى الزهراء دبي
بعد الانتهاء من العلاج؛ من المهم جدًا أن يتابع المريض مع الأطباء ليظل متمع بصحة جيدة ويتأكد من عدم عودة السرطان.