عندما بدأت إيلا البالغة من العمر 41 عامًا تعاني من صداع نابض، تجاهلته كأحد تلك الصداعات المزعجة التي تأتي وتذهب. لكنها لم تدرك أن الألم الذي يزداد ببطء وثبات سيتركها قريبًا تصارع من أجل الحياة. تم نقل الفلبينية إلى قسم الطوارئ في مستشفى الزهراء دبي بعد أن أصيبت بما يسميه الأطباء “صداع الرعد”، والذي سرعان ما تحول إلى فقدان الوعي. تم تقييم الحالة بسرعة وإرسالها لإجراء فحص بالأشعة المقطعية بعد أقل من 20 دقيقة من وصولها إلى وحدة الطوارئ، والذي كشف أنها تعرضت لتمدد دموي مفاجئ في الدماغ، وهو نوع من الانتفاخ أو البالون في أحد الأوعية الدموية في الدماغ، والذي تفاقم مما أدى إلى تمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ. تعرضت إيلا لسكتة دماغية نزيفية مهددة للحياة وفقدت الوعي.موضحًا ما حدث لإيلا، قال الدكتور عمرو كبكبجي، أخصائي الأشعة التداخلية في مستشفى الزهراء دبي: “أظهر الفحص بالأشعة المقطعية نزيفًا تحت العنكبوتية (نزيف في الفراغ حول الدماغ) وسارعنا لنقل المريضة لإجراء تصوير الأوعية الدموية بالأشعة المقطعية الذي أظهر ما نسميه تمدد الأوعية الدموية في طرف القاعدة، وهو انتفاخ في وعاء دموي في الدماغ، وتمزق هذا الوعاء.لإصلاح الضرر، بدأ فريق الأطباء إجراءً يسمى “التلفيف” على إيلا، وهو إجراء معقد غير جراحي يستخدم لسد تدفق الدم إلى التمدد الدموي عن طريق وضع دعامة من خلال شريان في الدماغ. مستشفى الزهراء دبي هو واحد من ثلاثة مستشفيات فقط في الإمارات التي تقوم بهذا الإجراء المعقد.من التحقيق الأولي وحتى إتمام الإجراء الذي أنقذ حياتها، خضعت إيلا لعلاج استمر لمدة ساعة ونصف. ومع ذلك، بعد بضعة أيام من التعافي التدريجي، واجهت المريضة انتكاسة كبيرة أخرى حيث تطورت لديها ما يعرف بتخثر الجيب السيني الأيسر (جلطة دموية)، وهي مضاعفة نادرة ناتجة عن الدعامة الموضوعة في الشريان لوقف تدفق الدم في التمدد الدموي.قالت الدكتورة منى ثاكري، استشارية الأعصاب في مستشفى الزهراء دبي: “لقد عالجنا المضاعفة باستخدام مميعات الدم التي عملت بشكل رائع لأن التمدد الدموي كان مسدودًا تمامًا. هذا العلاج جعل الجلطة الدموية تذوب وتختفي”.قال الدكتور حسين الرحمة، مدير خدمات الطوارئ في مستشفى الزهراء دبي: “تكون تمددات الأوعية الدموية في الدماغ الممزقة قاتلة في حوالي 50% من الحالات، مع وفاة 15% من الأشخاص قبل وصولهم إلى المستشفى. من بين الناجين، يعاني حوالي 66% من إعاقات عصبية دائمة. المفتاح لتحقيق الشفاء الكامل في مثل هذه الحالات هو التوقيت والعمل الجماعي”.تقول إيلا: “أتذكر أنني تم نقلي إلى غرفة الطوارئ وكنت خائفة جدًا. بعد ذلك، أصبحت الأمور مظلمة. استيقظت في وحدة العناية المركزة في مستشفى الزهراء دبي دون أن أعلم أين أنا. إنه معجزة أنني شفيت بالكامل. هؤلاء الأطباء، أنقذوا حياتي. السبب الوحيد لوجودي هنا اليوم هو أنهم جعلوا معجزتي تحدث”.حققت إيلا شفاءً تامًا بعد هذا التمدد الدموي المفاجئ وتم السماح لها بالعودة إلى المنزل بعد أقل من أسبوعين من الحادث.
العلامات الشائعة للتمدد الدموي الممزق:
- صداع مفاجئ وشديد للغاية
- الغثيان والقيء
- تصلب الرقبة
- الرؤية المشوشة أو المزدوجة
- حساسية للضوء
- النوبة
- تدلي الجفن
- فقدان الوعي
- الارتباك
الأسباب:
- العمر الأكبر
- تدخين السجائر
- ارتفاع ضغط الدم (فرط الضغط)
- تعاطي المخدرات، خاصة الكوكايين
- استهلاك الكحول بكميات كبيرة