دليل لإدارة وعلاج جميع أشكال الجنف

الجنف، وهو انحناء غير طبيعي للعمود الفقري، هو أكثر اضطرابات العمود الفقري شيوعًا ويصاحبه عدة أعراض قد تستمر على المدى الطويل. لا يوجد سبب محدد للجنف، إلا أنه قد يحدث نتيجة للعوامل الوراثية، حيث يوجد بشكل رئيسي بين الأطفال والمراهقين.

اكتشاف الجنف

اكتشاف أن طفلك يعاني من الجنف يمكن أن يكون مخيفًا في البداية، خاصة عندما لا تعرف ماذا يجب أن تفعل بعد ذلك. يريد جميع الآباء أن يحصل أطفالهم على أفضل رعاية ممكنة، مما يجعل من الضروري فهم الاضطراب ومعرفة ما يجب القيام به.

الفحص المبكر

من المهم جدًا فحص الأطفال للكشف عن الجنف طوال فترة الطفولة وحتى سنوات المراهقة. الكشف المبكر هو المفتاح للجنف، حيث يساعد على منع تقدم الاضطراب إلى مرحلة متقدمة.

يكشف اختبار الفحص عن الجنف من خلال فحص الظهر للبحث عن أي انحناء محتمل في العمود الفقري. من خلال الممارسة القياسية، يتم عادة اكتشاف الجنف وعلاجه بمجرد أن يصل انحناء العمود الفقري إلى 24 درجة. من ناحية أخرى، يعتقد الدكتور زيد العبايدي، جراح العظام المتخصص في جراحة العمود الفقري للأطفال، أن الاكتشاف في مرحلة مبكرة، مع انحناء يزيد عن 10 درجات، يسمح للمريض بتلقي العلاج المبكر وزيادة احتمالية تجنب الجراحة.

العلاج غير الجراحي

مع الاكتشاف المبكر وحالة الجنف الخفيفة، يتم العلاج عادةً بطرق غير جراحية مع العلاج الطبيعي الضروري لجميع أشكال الجنف. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم تقنية حديثة، وهي دعامة بروفيدنس الليلية، لعلاج الجنف الخفيف لتجنب التقدم في المستقبل.

تُستخدم دعامة بروفيدنس الليلية أثناء الليل للانحناءات التي تقل عن 35 درجة، مما يفيد المرضى بتجنب أي تداخل مع حركتهم، أو أنشطتهم اليومية، أو صحتهم العقلية، إلى جانب تحقيق نتائج مرضية. من المهم أيضًا التأكيد على أنه بمجرد اكتشاف الجنف الخفيف، يجب على الوالدين التأكد من علاجه على الفور لتجنب التقدم.

العلاج الجراحي

إذا تقدم الجنف بمرور الوقت ووصل الانحناء إلى مرحلة متقدمة، تُجرى الجراحة الترميمية لوقف التقدم وعلاج الجنف. يحدث التقدم عادةً أثناء النمو، خاصة إذا لم يتم اكتشاف الانحناء أو تركه دون علاج.

في العديد من حالات الجنف، لا تكون الجراحة الخيار الأول للعلاج، وهو ما يشكل عادةً أكبر قلق للآباء. هناك العديد من الطرق لعلاج وإدارة الجنف بطرق غير جراحية، بينما يُستخدم التدخل الجراحي عادةً للمراحل المتقدمة.

الجراحة التصحيحية

في العديد من الحالات، تُتبع جراحة العمود الفقري بجراحات تصحيحية بسبب الألم المزمن بعد الجراحة الأولية أو الإجراءات غير الناجحة. لذلك، فإن العثور على خبير مؤهل للمساعدة في علاج وإدارة الجنف أمر بالغ الأهمية.

يمكن أن يواجه الأطفال الذين يعانون من الجنف صعوبة في التعامل مع الأعراض التي تشمل الألم المزمن، والقيود على الأنشطة البدنية، وضيق التنفس، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحتهم العقلية أيضًا. نتيجة لذلك، من المهم التأكد من العثور على الطبيب المناسب لأطفالك لتجنب الجراحات التصحيحية وتنفيذ خطة علاج مناسبة.

تقديم الرعاية المثلى

كما يوضح الدكتور العبايدي – “من المهم أن نتمكن من منح هؤلاء الأطفال الذين يعانون من الألم أو لديهم نطاق حركة محدود أو وظائف محدودة فرصة جديدة للحياة. لقد جاءني آباء بأطفالهم، غير مؤمنين بأن شيئًا يمكن فعله لهم. بالنسبة لجميع مرضانا، قمنا بتحسين جودة حياتهم، إن لم يكن عكس حالتهم تمامًا. علاوة على ذلك، فإن نسبة الجراحات التصحيحية التي نجريها بعد الجراحة الرئيسية للعمود الفقري منخفضة جدًا. ومع ذلك، نقوم بالعديد من الجراحات التصحيحية للأطفال الذين تم علاجهم في العديد من المرافق الأخرى داخل وخارج الإمارات العربية المتحدة.”

الدكتور زيد العبايدي، جراح العظام في مستشفى الزهراء دبي.